بسم الله الرحمن الرحيم
تصوروا يأعباد الله أن يأتي زمان يفرض فيه الكفار على المسلمين قرارا بمنع امتلاك القرآن الكريم و كتب السنة النبوية
فضلا عن أن يقرأ أي مسلم القرآن الكريم أو حتى حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم -
بل فضلا أن يعمل أحد بالكتاب و السنة
تصوروا معي كيف أنه لا يوجد قرآن و لا كتاب من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه و سلم - في هذه الحياة أينما ذهبت و أينما حَلَلْت و رَحَلَت
تصوروا أن الله غضب على الناس حتى أنهم يُحْرَمون من قراءة القرآن أو سماعه ، و قراءة الحديث و سماعه
لا حول و لا قوة إلا بالله ، هذه هي أمنية الشيطان و أتباعه من الشياطين ، و بل و إن هناك من الكفار من يتمنون زوال الإسلام و المسلمين
كي لا يكون إلا الكفر و الكفر ، و الشِّرك و الشِّرك ، و الفسوق و الفسوق ، و الظُّلم و الظُّلم ، و الجهل و الجهل .
فأي حياة يأملها الناس يومئذ ، كلا إنها الموت الزؤام الخانق و البطيء لكنه قاتل و لا محالة .
ستنتشر كل أسباب الهلاك و كل أسباب الضياع و الجنون و الفوضى ، فينتشر الظلم و الفساد و العياذ بالله
فإن لم يكن لدين الله و لكلامه معنى في حياة الناس ، فهل ستبقى أخلاق الناس ، و هي أسرع ما تكون إلى حتفها
حتى أن الناس سيرفضون الأخلاق و الفضيلة و الخير و سيحاربونها حتى لا يبقى من لا يحلم بها أو يفكر فيها أو حتى من يتصور وجودها كيف تكون
__________
يا ترى متى يفيق المسلمون من سكرة الحياة و من سكرة الفتن ، و المفتونون ما أكثرهم ، نسأل الله السلامة و العافية
فالفتن أتت لا يعرفها إلا أهل العلم الشرعي الثِّقات الذين أفنوا حياتهم في طلب العلم الشرعي بالأدلة الشرعية الصحيحة
و لا يفطن لها إلا أهل العلم الراسخين في العلم ، و لا ينجوا منها و من شَرِّها إلا من أنكرها و نهى عنها و حَذَّرَ منها عامَّة المسلمين
و لا بد اتباع هؤلاء الذين ينصحوننا في أمورنا ديننا لأنهم ورثة الأنبياء و هم المأمورون بتعليم الناس أمور دينهم
و الناسُ مأمورون بالرجوع إلى أهل العلم طلبا للعلم الشرعي في كافَّة مسائل الحياة .
و إننا في هذه الأمة قد أصابنا بلاء عظيم ألا و هو هُجران القرآن الكريم لأعذار غير مقبولة و الهجران أنواع :
- هَجْر قراءة القرآن فضلا عن حِفْظِهِ
- هَجْرُ تَدَبُّر آيات القرآن الكريم
- هَجْرُ العمل بالقرآن
و بالتالي هَجَرْنا السُّنَّة النبوية ، و التي أمرنا باتباعها و اتباع هدي رسول الله - صلى الله عليه و سلم -
فنسأل الله أن يجمع شمل المسلمين على كلمة التوحيد و أن يَرُدَّنا إلى دينه الذي ارتضى .
و نسأل الله السلامة و العافية ، و نسأل الله العفو و العافية .