ليس حلما ، و ليس مستحيلا ، أن نتوحد جميعا لأن الأصل فينا الاتحاد بسبب تشابه
مصيرنا ، فنحن كلنا تجمعنا عوامل كثيرة و بقوة رابطة لا تنفك ،فكوننا عربا لذلك أهمية كبيرة
و نعيش على أرض ممتدة من محيط إلى محيط .
و اللغة العربية تجمعنا ، و العادات و التقاليد المتوارثة متشابهة إلى حد كبير .
فقلما يرى الناس العرب ، دون أن يميزوا الملامح العربية التي تميز العرب
و أهم من هذا و ذلك أن العرب لديهم الدين الإسلامي الذي اعتنقوه ، و قد شرف الله - جل جلاله - العرب
بأن جعل القرآن الكريم بلغة العرب ، و الرسول صلى الله عليه و سلم هو من العرب من خير الأنساب .
و العرب لهم آثار عظيمة على الأمم ، و لهم تاريخ مشهود ، بل أقول ، و الحق أقول أن تاريخنا الفعلي
هو من تاريخ الإسلام ، و من حقنا أن نفخر بالإسلام خير دين تَعَبَّدَ به البشرُ خير معبود و أحقُّ مَنْ عُبِد .
فقد قام العرب المسلمون بل و المسلمون من غير العرب الأوائل بأعمال تفخر بها الأجيال من بعدهم ، فجزاهم الله
عنا كل خير لما قَدَّموهُ لنا .
لكن الحياة لم تطل بهذه الأمة المباركة الواحدة حتى فَرقتنا الشعوب الكافرة الحاسدة
و هذا من سوء صنيعهم بنا أن فرَّقونا تفريقا رهيبا نعاني منه أشد المعاناة ، فنحن تجمعنا الأخوة الإسلامية
لكنهم جعلونا ننسى قيمة ديننا الحق و قِيَمِنا النَّبيلة التي انفردنا بها على سائر الأمم
و الله المستعان ، و حسبنا الله و نعم الوكيل ، فقد آثَرْنا في هذا الزمان الذُّل و العذاب من خلال تسلط
الأعداء علينا و على أعراضنا بجرأة تفوق كل جنون و حماقة
فيا لها من مهانة ، أن تفرقنا إلى ذوي عصبيات و جهالات نوالي و نعادي على أمور جاهلية ليست من الإسلام في شيء
فهل ما نراه اليوم في حياتنا اليومية و ما نراه من ردود أفعالنا هل هي من شيم العرب المعروفين بالعزة و الشرف
و هل من شيم المسلمين المعروفين بالشجاعة و الإقدام و حب الله الكريم الرحيم ،و حب رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
فإني أدعو الله كل يوم أن يجمع شمل المسلمين و أن يوحد صفوفهم على راية التوحيد كلهم على قلب رجل واحد
يعبدون الله لا يُشْرِكونَ به شيئا ، فيا أيها العرب إن لم تقوموا أنتم بواجبكم نحو الإسلام و المسلمين
فمن ترون أصلح منكم ، كلا ، شُدُّوا الهِمَمَ و أخلصوا لله في القول و العمل على عقيدة واحدة و منهج واحد .
فكل عيون المسلمين و قلوبهم على العرب المسلمين ، و إن العالم في تغير إلى الأحسن طالما عرفنا أنفسنا و علمنا قيمنا
فلن تطالنا هذه الشُّرور بإذن الله ، و الله أعلى و أعلم .