1827 - اهجو قريشا . فإنه أشد عليهم من رشق بالنبل . فأرسل إلى ابن رواحة فقال : اهجهم . فهجاهم فلم يرض . فأرسل إلى كعب بن مالك . ثم أرسل إلى حسان بن ثابت . فلما دخل عليه ، قال حسان : قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه . ثم أدلع لسانه فجعل يحركه . فقال : والذي بعثك بالحق ! لأفرينهم بلساني فري الأديم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تعجل . فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها . وإن لي فيهم نسبا . حتى يلخص لك نسبي . فأتاه حسان . ثم رجع فقال : يا رسول الله ! قد لخص لي نسبك . والذي بعثك بالحق ! لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين . قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان : إن روح القدس لا يزال يؤيدك ، ما نافحت عن الله ورسوله . وقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هجاهم حسان فشفى واشتفى .
قال حسان :
هجوت محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء .
هجوت محمدا برا تقيا * رسول الله شيمته الوفاء .
فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء .
ثكلت بنيتي إن لم تروها * تثير النقع من كنفي كداء .
يبارين الأعنة مصعدات * على أكتافها الأسل الظماء .
تظل جيادنا متمطرات * تلطمهن بالخمر النساء .
فإن أعرضتموا عنا اعتمرنا * وكان الفتح وانكشف الغطاء .
وإلا فاصبروا لضراب يوم * يعز الله فيه من يشاء .
وقال الله : قد أرسلت عبدا * يقول الحق ليس به خفاء .
وقال الله : قد يسرت جندا * هم الأنصار عرضتها اللقاء .
لنا في كل يوم من معد * سباب أو قتال أو هجاء .
فمن يهجو رسول الله منكم * ويمدحه وينصره سواء .
وجبريل رسول الله فينا * وروح القدس ليس له كفاء .
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2490
خلاصة الدرجة: صحيح
ملاحظة : منقول من موقع الدرر السنية